يأتي عيد الفطر السعيد بعد انقضاء أيام شهر رمضان المبارك ليضفي أجواء من الفرحة والسعادة على المسلمين في كافة أرجاء العالم ويودع المسلمون حول العالم شهر الصيام مستقبلين بهجة العيد بالحلوى والطعام اللذيذ وزيارة الأقارب والاحتفال بالصغار، وتتشابه فرحة العيد في كل مكان حيث يتواجد مسلمون، لكن تختلف مظاهر العيد والاحتفال به من بلد إلى آخر على مستوى البلدان الإسلامية حول العالم،فمن المفترض أن المسلمين يحثون بعضهم بعد رمضان على تكملة الطاعات، والاستمرار على نفس الوتيرة مما يُقربنا من الله أكثر، ففرحة العيد ليست بالأكل والشراب والملابس الجديدة فقط ،هذه أبرز العادات وأكثرها تميّزاً في عينة من بلدان العالم.
سوريا
وللعيد تقاليده المعروفة في سوريا التي تتمثل في زيارة الأقارب ومعايدتهم، والاجتماع على مائدة الغداء العائلي فضلا عن انطلاق الأطفال إلى ساحات العيد، والحدائق العامة للتمتع بالألعاب وشراء المأكولات والمثلجات والمقبلات من الباعة المتجولين، ولا تزال العيدية من الملامح المميزة في العيد، ويختص بها الأطفال الذين يحصلون عليها من الآباء والأمهات والأقارب لينفقوها على ألعابهم خلال أيام العيد.
ومن الحلويات التي تميز عيد الفطر في سوريا السكاكر الشامية التي يتم تقديمها للمهنئين بالعيد كما تتنوع الوجبات الشامية اللذيذة والغنية باللحوم.
لبنان
وتشمل مظاهر وعادات وتقاليد الاحتفال بعيد الفطر السعيد في لبنان التي توارثها اللبنانيون عن الآباء والأجداد تبادل الزيارات بين العائلات تجسيدا للألفة والمحبة وصلة الأرحام، كما يتم ارتداء الملابس الجديدة تعبيرا عن الفرح بهذه المناسبة، ويحرص البعض على زيارة مقابر الأهل ووضع أكاليل الزهور عليها. كما تجتمع العائلات على الغداء في موائد حافلة بأنواع شهية من الطعام، ومن بين مظاهر العيد في لبنان أيضا خروج الأسر إلى الحدائق العامة لإتاحة الفرصة أطفالهم للتمتع بالألعاب.
مصر:
نجد احتفال المصريين بالعيد يبدأ من ليلة العيد "يوم الوقفة"، فتجد مظاهر وطقوسًا وتقاليدَ خاصة، وتجمعات أسرية وشبابية تتسم بالإسراف، وفِعل بعض العادات؛ مثل: صناعة (الكحك، والبسكويت)، وفعل بعض الشباب لمنكرات حُرِموا منها في رمضان، وكأن العيد قد جاء مُفرجًا لهم مما هم فيه، وكأن طاعة لله سجن إن كانوا قد أطاعوه أساسًا.
وإلى أن نبلغ مطلع الفجر وصلاة العيد، تتحول معظم ساحات مصر إلى ساحات للصلاة، فتسمع صوت التكبير والتهليل بالعيد من كل جانب، وهو ما يشعرك بإحساس لا يمر إلا مرة واحدة في العالم، وهنا تجد تجمعات كبيره في الصلاة كباقي الدول الإسلامية: "الملابس الجديدة، الروائح العطرة، التجمعات الأسرية، والزيارات للتهنئة بالعيد".
وبالطبع فالمصريون لا يسهون عن الطعام، فتجد الأكلة المصرية الفتة واللحمة في معظم بيوت المصريين، لكن الأهم أن الناس قد نسوا أننا مطالبون بمتابعة طاعات رمضان في العيد وبعده.
السعودية:
لا تختلف صلاة العيد كثيرًا عن مصر، ولكن هناك مظاهر خاصة بالسعوديين، منها الفلكلوري والتراثي، وغالبًا ما يرتدي الجميع والأطفال الملابس الرسمية بالثوب والشماع والعقال، وأحيانًا المشلح، ومن الجدير بالذكر أن احتفال السعوديين بالعيد يختلف باختلاف المناطق، ففي (جنوب السعودية)، كان الوضع مختلفًا قليلاً؛ حيث تشير التقارير إلى أن الأهالي كانوا يفرون من البرد إلى تهامة لقضاء العيد هناك، والبحث عن الأجواء المعتدلة.
وفي (شمال السعودية) امتاز العيد بعادات مختلفة؛ منها: الإفطار والسلام الجماعي بعد الانصراف من صلاة العيد، والمرور على جل منازل الحي لإلقاء السلام، وتقديم التبريكات بمناسبة العيد.
وفي (غرب السعودية) خرجت العائلات منذ الساعات الأولى لصبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك لأداء صلاة العيد، وللاستعداد له، وبالنسبة للأكلات السعودية في العيد، فتعتبر شريحة كبيرة من المجتمع السعودي أن تقاليد وجبات العيد الشعبية مطلب أساسي للأعياد؛ سواء في شمال المملكة، أو جنوبها، ووصفها كثيرون بأنها (حلاوة العيد).
ومن كلمات التهنئة هناك: (كل عام وأنتم بخير)، و(عساكم من عُوَّاده)، و(تقبَّل الله طاعتكم).
الإمارات:
نجد الإقبال بشكل كبير على المدينة الترفيهية للأطفال والكبار، والتي أُقيمت هناك منذ فترة ليست بالكبيرة، لكنها تمتلئ عن بكرة أبيها في المناسبات، وخاصة الأعياد.
وفي القرى أيضًا يبدأ العيد بالصلاة في الأماكن المفتوحة، وغالبًا ما يكون الرجال في كامل زينتهم من ملابس جديدة.
أما في المدن فالاستعدادات متشابهة، لكن الصلاة تكون في مصلى العيد، وهو مفتوح أيضًا، لكن لا يشاركون في الرزقة، وإنما ينطلقون بعد الصلاة لتهنئة الأهل والأقارب بالعيد، وعقب صلاة الظهر ينطلق الأطفال والأُسر بشكل عام إلى الحدائق والمنتزهات للابتهاج بهذا اليوم، وتكون عبارة التهنئة المعتادة: مبروك عليكم العيد، عساكم من عوَّاده.
يتجلى احتفال الإماراتيين بعيد الفطر السعيد في كثير من المظاهر حيث يرتدي الأطفال الملابس الجديدة ويخرجون لممارسة لعبة «الرزقة» الشعبية. كما تتوجه العائلات إلى الحدائق العامة والمتنزهات والملاهي للاستمتاع بأجواء العيد. ومن المأكولات الإماراتية في هذه المناسبة «اللقيمات» و«البلاليط» فضلا عن تناول التمور والحلويات والشاي والقهوة.
فلسطين:
وتتجلى مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في فلسطين في إحياء العادات والتقاليد المتوارثة في هذه المناسبة ومنها أداء التكبيرات في المساجد وتقديم العيدية للأطفال وصناعة الكعك وشراء الحلوى والمكسرات، والملابس الجديدة، والحرص على إعداد أكلات مميزة من بينها الأسماك المملحة «الفسيخ» و«الرنجة المدخنة» و« السردين» في الإفطار عقب أداء صلاة العيد، وطبق «السماقية» وهي أكلة فلسطينية تتكون من السبانخ واللحم، والحمص والبصل والطحينة وتتناولها الأسرة في الغداء بعد الفراغ من زيارات الأهل والأقارب وتبادل التهاني.
ومن مظاهر العيد المميزة كذلك خروج الأطفال إلى المتنزهات للمرح وقضاء أوقات سعيدة كما تتوجه الأسر إلى الأماكن المفتوحة والملاهي والحدائق العامة.
لكن يحل عيد الفطر في الأراضي الفلسطينية وسط أنهار الدم التي تنسكب جرَّاء الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، والتي تهدف إلى كسر إرادة المقاومة فيه، إلا أن كل تلك المحاولات تتكسر على صخرة الإرادة الفلسطينية؛ يقول أحد الصبية الفلسطينيين عن طريقة احتفاله بالعيد: إنهم كانوا في السابق يحتفلون بالعيد من خلال اللعب والمرح، واللهو والانطلاق في الشوارع، إلا أنهم أصبحوا يحتفلون به بجمع الحجارة، وإعداد المخططات للتصدي لقوات الاحتلال الصهيونية؛ حتى يتحرر المسجد الأقصى، وهو ما اعتبره الصبي يوم العيد الحقيقي للفلسطينيين، فيخرج الجميع إلى الساحات القريبة لأداء صلاة العيد، وخاصة ساحة المسجد الأقصى، وبعد انقضاء صلاة العيد يذهبون للأسواق التي تتلوَّن بأنواع الحلوى المختلفة.
المغرب:
ويحافظ المغاربة في المملكة المغربية على العادات والتقاليد التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم في عيد الفطر المبارك، فيصطحب الآباء أطفالهم في صباح العيد، وهم يرتدون ملابسهم التقليدية الزاهية لأداء صلاة العيد، في المصليات التي تقام في ساحات واسعة، وتمتلئ البيوت بالحلوى المغربية التي تقدم للضيوف، وتعد من الملامح الاحتفالية البارزة بعيد الفطر، ومنها غُريبة الكاوكاو، وحلوى الهلال بالليمون، وكعب الغزال باللوز.
ومن المأكولات المغربية الشهيرة في العيد طبق اللفاف؛ وطبق الكسكسي المغربي، والملوي، والبغرير. وفي عصر يوم العيد تبدأ الزيارات بين الأقارب وتجتمع العائلات في أجواء من البهجة. كما ينتشر الأهالي في الحدائق والمدن للتنزه والاستمتاع بأجواء العيد.
تستعد النساء لعيد الفطر بعمل الحلويات المغربية، التي لها شهرة وتميُّز مختلف عن غيرها، وتتسابق النساء؛ لكي يَصْنَعْنَ الحلوى المميزة؛ ككعب الغزال، والفقاص، والزنجلان، وفي يوم العيد يردد المصلون تهاني المعايدة، ومن العادات المغربية أن تتم الصلاة في الهواء الطلق، وليس داخل المساجد، وعند الانقضاء من الصلاة يتم المعايدة بعبارة "تعيد وتعاود"، وهي العبارة الأكثر انتشارًا بين أهل المغرب العربي.
الأردن:
يتجول المواطنون في الأسواق التي تتميز باختلاف وتنوُّع الحلوى، ويقضى الأردنيون العيد في الأماكن العامة والحدائق، ويكون العيد فرصة للأطفال للذهاب إلى الملاهي وقذف الألعاب النارية.
وتستعد العائلات الأردنية لاستقبال العيد بشراء ملابس الأطفال، كما يتوجه الناس إلى صلاة العيد في الشوارع العامة والأماكن المخصصة للصلاة. وبعد الصلاة يتبادل الجميع التهاني بهذه المناسبة الدينية ثم يبدأون زياراتهم للأهل والأقارب كما يتم توزيع «العيدية» على الأطفال.
ومن العادات الأردنية في عيد الفطر الاجتماع في منزل كبير العائلة لتناول طعام الفطور، كما تخرج العائلات إلى المتنزهات والأماكن العامة، وعادة ما يكون الغداء وجبة من الشواء. ومن الأكلات المميزة كذلك في العيد كبدة الخروف المحشية بالبقدونس والثوم. كما تعد وجبة المنسف من الأكلات المميزة لدي الأسر الأردنية.
قطر:
أما في قطر فيقوم رب الأسرة باصطحاب أبنائه لأداء صلاة العيد، وبعدها يبدأ التهاني بالعيد في شكل جماعتين: الأولى للصغار الذين ينتقلون من بيت إلى آخر للتهنئة وأخذ "العيدية"، والجماعة الثانية للكبار يزورون الجيران، وفي وقت الغداء ينزلون عند آخر بيت وصلوه، ويتم تحديد بيت الغداء قبل العيد بالتشاور.
في دولة قطر تستقبل البيوت الأقارب والمهنئين بالعيد بالكعك والحلويات الشامية والفواكه أو بما يعرف بـ«الفوالة» وهي طعام يقدم للضيوف في الأعياد وفي مناسبات أخرى ويشمل القهوة الخليجية والحلوى العمانية والتمر والأكلات التراثية مثل «اللقيمات». كما تنتشر في البيوت القطرية روائح العود والبخور التي تعبر عن الاهتمام بهذه المناسبة.
وككل الشعوب العربية يحرص القطريون على أداء صلاة العيد في الأماكن المخصصة لها، وزيارة الأقارب والجيران، وتبادل التهاني معهم، كما يبرز لدي القطريين تقليد الاجتماع في البيت الكبير أو (بيت الأجداد). وتأتي «العيدية» كواحدة من أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد، وهي تقدم للأطفال الذين ينفقونها في شراء الألعاب. كما يخرج الأهالي إلى الحدائق والمجمعات التجارية والملاهي الترفيهية.
اليمن:
ويستقبل اليمنيون عيد الفطر بنحر الذبائح وتوزيع اللحوم على الجيران وتبادل الزيارات عقب أداء الصلاة وتقديم العيدية للأطفال فضلا عن الاجتماع في المجالس لتبادل التهاني والسمر ومن الأكلات اليمنية الشهيرة في العيد «السلتة» وهي تتكون من مدقوق وقطع البطاطس المطبوخة مع اللحم والأرز والبيض. بالإضافة إلى رقائق الفطير المخلوطة بالبيض والسمن البلدي والعسل الأبيض. ومن أشهر العادات اليمينة في العيد إقامة الرقصات الشعبية في الساحات العامة تعبيرا عن الفرح بهذه المناسبة السعيدة.
وتبدو مظاهر العيد في اليمن في العشر الأواخر من رمضان الكريم؛ حيث ينشغل الصغار والكبار بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية؛ ليتم حرقها ليلة العيد تعبيرًا عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر، وحزنًا على وداعه، ونجد أهل القرى في اليمن ينحرون الذبائح، ويوزعون لحومها على الجيران والأصدقاء، والجلوس في مجالس طيلة أيام العيد لتبادل الحكايات المختلفة.
أما في المدن فيذهبون لتبادل الزيارات العائلية عقب صلاة العيد، وتُقدَّم للأولاد العيدية.
العراق:
ويعتبر نصب الأراجيح ودواليب الهواء وتهيئتها للأطفال من أبرز مظاهر العيد في العراق فضلا عن انشغال الأسر بتحضير المعمول أو «الكليجة» كما تسمى في العراق لتقديمها للمهنئين بالعيد والضيوف مع الشاي. ويشهد صباح اليوم الأول من العيد تبادل الزيارات العائلية وذهاب الأسر إلى بيت الوالد للتهنئة بالعيد وتناول طعام الغداء، ثم معايدة الأقارب والأرحام ومن ثَم الأصدقاء. وينطلق الأطفال في فضاءات من المرح والفرح بعد أخذ العيدية من الوالدين والأقارب إلى ساحات الألعاب حيث يستمتعون بالألعاب وركوب الأراجيح، وهم يرددون الأغاني الاحتفالية بهذه المناسبة.
الكويت
وانطلاقا من الفرح والسعادة يلتئم شمل الأسر في دولة الكويت احتفالا بعيد الفطر السعيد عبر تواصل الزيارات العائلية وتبادل التهاني وتوزيع العيدية على الأطفال واجتماع الأهالي مع بعضهم في أجواء من الفرح والابتهاج، كما تتزين الأسواق والمجمعات وتزدحم المجمعات والمتنزهات والأماكن الترفيهية والشواطئ بالأسر، وتبرز فرحة الأطفال بهذه المناسبة عبر ارتدائهم الملابس الجديدة وتمتعهم بالألعاب المختلفة.
البحرين
وتتوزع مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في مملكة البحرين حول اهتمام الأسر بشراء الملابس والعطور وتجهيز مأكولات العيد الشعبية، ومنها الحلوى البحرينية والمكسرات والسمبوسة الحلوة والقهوة العربية بالهيل بالإضافة إلى الأكلات المعروفة إذ تضم مائدة الإفطار طبق البلاليط والعصيد والخبيص والعقيلي أما وجبة الغداء فتتمثل في الغوزي وتتكون من الأرز بالمكسرات مع اللحم أو الدجاج إلى جانب الفواكه والعصائر.
وعقب أداء صلاة العيد يحرص البحرينيون على تبادل الزيارات للتهنئة بالعيد والخروج إلى الأماكن العامة والترفيهية للتمتع بأجواء العيد.
السودان
وفي السودان تدب الحركة في البيوت انشغالا بهذه المناسبة الدينية، فتنشط الأسر في إعداد الكعك والغُريِّبة والبيتي فور والسابلية والسويسرول استعدادا لاستقبال الزائرين والمهنئين بالعيد الذين يتوافدون على البيوت عقب صلاة العيد التي تقام في الساحات الواقعة أمام المساجد أو القريبة منها. وككل الدول العربية تعتبر العيدية من مظاهر العيد في السودان حيث يتلقى الأطفال النقود من الآباء والأقارب لينطلقوا بها إلى ساحات الألعاب وشراء الحلوى والتمتع بأجواء العيد التي يظللها الفرح والتسامح بين الجميع. كما يخرج السودانيون لزيارة الأهل والأقارب والمرضى وكبار السن طوال أيام العيد وينتشر الناس فرحين على ضفاف نهر النيل لقضاء أوقات ممتعة.
ليبيا
ولا تختلف مظاهر العيد في ليبيا كثيرا عن غيرها من الدول العربية وتبدو أولى هذه المظاهر في الفرح الذي يظهر على وجوه الناس خاصة الأطفال الذين يتوجهون ليلة العيد برفقة أهاليهم إلى الأسواق لشراء الملابس الجديدة، والحلوى، ومتطلبات العيد، حيث تعرض المتاجر بضائعها المخصصة لهذه المناسبة بوسائل عرض جاذبة يتفنن فيها التجار الذين يعتبرون العيد موسما تجاريا لتصريف بضائعهم من الحلي والملبوسات وألعاب الأطفال.
وتبدأ الأسر الليبية استعداداتها للعيد في وقت مبكر، حيث تهتم بعمل الحلويات والكعك. وفي صبيحة يوم العيد يتوجه أفراد الأسرة إلى المساجد أو الساحات العامة التي تُقام بها صلاة العيد لأداء الصلاة، وبعد انتهاء الصلاة يتبادل المصلون التهاني والتبريكات، ثم ينصرفون للسلام على الأهل حيث تبدأ الزيارات المعبرة عن التواصل وصلة الأرحام.
وتبعا للتنوع الثقافي في المجتمع الليبي تختلف نوعية الأزياء وبعض المأكولات الشعبية من منطقة إلى أخرى ففي بنغازي تشتهر وجبة «العصيدة» وبديلتها «مقطع الحليب» التي يمكن أن تجدها في كل بيت، وفي منطقة طرابلس تعتبر أكلة «السفنز» الوجبة الأكثر انتشاراً في صبيحة يوم العيد، وهي نوع من المعجنات المقلية اللذيذة، التي تُحضَّر في فصل الشتاء وتقدَّم كفطور أو عشاء، وكذلك في الأعياد. أما منطقة المرقب فإن أهاليها يشتهرون بعمل الفطائر.
تونس
وعيد الفطر في تونس شأنه شأن بقية الدول العربية مناسبة كبيرة للفرح والبهجة ويمتاز بكثير من العادات والتقاليد، وتعد من أبرز المناسبات التي يحييها التونسيون بالزيارات وإعداد الحلويات والمأكولات الشعبية الخاصة التي تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.
ويعد «بوطبيلة» أو ما يعرف بالمسحراتي في بعض الدول العربية من أبرز مظاهر العيد في تونس وهو يتجول في الشوارع والأحياء فجر يوم العيد ويقرع الطبل معلنا عن حلول عيد الفطر ومهنئتا بقدومه، كما يتلقى مقابل هذه التهنئة هبات المواطنين التي تختلف من شخص إلى آخر ومن بيت لبيت، وفقا للإمكانيات المادية والمقدرة الشخصية.
وفي صبيحة اليوم الأول من أيام العيد، تقام صلاة العيد، ويخرج التونسيون لزيارة المقابر، والترحم على موتاهم.
وتعتبر «الشرمولة» وهي أكلة شعبية إحدى الأكلات التي يحرص عليها التونسيون في اليوم الأول من العيد، وتشتهر هذه الأكلة في مدينة صفاقس، وجربة والعاصمة تونس. وتروي الحكايات المتوارثة عن أصل هذه الأكلة وتسميتها أنها تعود إلى بحار يوناني يدعى «شارل مولا» الذي نجا من تحطم سفينة، وظل تائها لمدة شهرين، ولم يجد ما يأكله سوى كيس عنب وبصل فتركه يجف تحت الشمس، ثم قام بطبخه في وعاء بعد أن أضاف إليه الماء.
ومن تقاليد عيد الفطر في جنوب غرب تونس أكلة «الفول» التي يحضرها الأهالي، ويقومون بتناولها وتقديمها للضيوف، وأما بعض الجهات الساحلية مثل المنستير وسوسة، فتتميز بطبخ الأسماك في هذه المناسبة. وفي الشمال الغربي من تونس يعد الأهالي طبخة «البرزقان» المكونة من لحم الضأن والفواكه الجافة والحليب، بالإضافة إلى الحلويات التقليدية مثل المشكلة التي تتكون من البسكوت والفواكه.
ومن أبرز تقاليد العيد في تونس اجتماع العائلة لتناول وجبة «الكسكسي» الشهيرة في المغرب العربي. فضلا عن انتشار الناس في الشوارع والمواصلات في أجواء تسودها البهجة والتراحم.
الجزائر
وفي الجزائر يتوجه الأهالي إلى المساجد لتأدية صلاة العيد مهللين ومكبرين، وإلى ذلك تشمل مظاهر الاحتفال تبادل الزيارات وتقديم التهاني والتبريكات بالعيد وارتشاف كؤوس الشاي وفناجين القهوة المصحوبة بقطع من الحلوى. كما يتوجه البعض إلى المستشفيات لزيارة المرضى والبعض الآخر إلى المقابر للترحم على موتاهم.
كما تتلاقى جموع الناس في الشوارع والساحات العامة مهنئين بعضهم البعض بهذه المناسبة، أما أجمل مظاهر العيد فتتمثل في خروج الأطفال بملابسهم الجديدة فرحين بما تلقوه من «العيدية» مستمتعين بأجواء من الحميمية والابتهاج تشيع بين الجميع.
موريتانيا
وتستعد الأسر الموريتانية لاستقبال عيد الفطر قبل حلول العيد بأيام، حيث تنشغل الأسر بشراء الملابس والهدايا والذبائح. ويحرص الموريتانيون رجالا ونساء وأطفالا على ارتداء الملابس الجديدة في العيد. وهم يؤدون صلاة العيد في الساحات الكبرى وباحات المساجد وفور انتهاء الصلاة وطيلة أيام العيد يتبادلون التهاني ويقومون بالزيارات العائلية.
كما يحرص بعض الموريتانيين على عادة اجتماعية ترتبط بالعيد وتسمى «الواجب» وهي عبارة عن مبلغ من المال يقدمه الرجل لأصهاره قبل العيد بيوم أو يومين، أما المرأة فتشتري ملابس العيد لعائلة زوجها، بشرط أن يكونوا من سكان المنطقة التي يعيش فيها الزوج والزوجة.
وككل الأطفال في الدول العربية يحصل الأطفال الموريتانيون على العيدية التي تسمى عندهم ««إنـديونَ» والتي يصرفونها في الألعاب وشراء الحلويات. في جو تسوده البهجة والسعادة.
نيجيريا
بالرغم من أن نيجيريا دولة علمانية إلا أن عدد المسلمين فيها يعد كبيرا نوعا ما, و يشارك أهلها العالم المسلم الاحتفال بعيد الفطر, و الذي يدعى عندهم “صلاح الصغير”, و يتبادل المسلمون هناك تحية العيد ” بركة دا صلاح” و هي تحية بلغة الهوسا, يتوجه المسلمون إلى بلداتهم الأم من أجل مشاركة الأهل و الأقارب فرحة هذا اليوم, فيقيمون صلاة العيد في مجموعات كبيرة, و ثم يعودون إلى المنازل فتكون النساء قد أعدت الولائم الاحتفالية لهذا اليوم, و الجدير بالذكر أن المسيحين في نيجيريا يشتركون في احتفالاتهم, و بالرغم من أن نيجيريا كما قلنا بلد علماني إلا أن الدولة تعلن عطلة رسمية لمدة يومين لتتيح المجال للمسلمين للاحتفال و تبادل التهاني بهذا العيد.
جنوب إفريقيا
أما جنوب إفريقيا التي يقطنها عدد لا بأس به من المسلمين, فيجتمع المسلمون فيها بالمئات على مسطحات خضراء من أجل تحري هلال العيد, و تحضر كل عائلة كمية من الطعام لتشارك بها المجموعة المتواجدة في مكان التحري لتشكل هذه الأطعمة مائدة الفطور التي سيتناولها الحضور في أخر أيام رمضان, و تقام صلاة المغرب جماعة, ثم يتم إعلان نتيجة التحري برؤية الهلال أو إتمام الشهر, أما يوم العيد فيبدأ باكرا بالتوافد إلى المساجد من أجل أداء صلاة العيد, و يهتم المسلمون بارتداء الأثواب الجديدة ذات الألوان الزاهية, و يتبادل الأهل و الأقارب و الجيران الزيارة و تهاني العيد, و يقدم الكعك و الفطائر للمهنئين, كما تقدم الهدايا العينية و المادية للأطفال, و تجتمع الأسر في مجموعات كبيرة لتناول طعام الغداء في هذا اليوم.
جمهورية موريشيوس
رغم أنَّ المسلمين في جمهوريَّة موريشيوس، التي تقع في شرق القارة الإفريقيَّة، لا يمثلون سوى أقليَّة لا تتجاوز 20% من التعداد السكاني، إلا أنَّ جو الفرح بيوم الفطر الواحد يعم في الأجواء، حيث يقتنص الأفراد فترة ما بعد أداء صلاة العيد في الذهاب إلى الجمعيات الخيريَّة للتبرُّع المعنوي أو المادي أو بالوقت، وتُعدُّ ربات البيوت البرياني للتمتُّع بتلك الوجبة الدسمة واللذيذة، ويحظى كلٍ من الكبار والصغار بالهدايا في ذلك اليوم.
ايران:
فی عید الفطر یحتفل الشعب الإيراني لكونه مناسبة جامعة للمسلمين والعادات والتقالید، تعطل الإدارات الحکومیة، والمدارس والجامعات ، وذلك لكی یتسنى للمواطنین المشاركة في صلاة العيد والاحتفال والاستمتاع بھذا العید الإسلامي.
ومن العادات التی مازالت باقیة فی هذا العید هی الذهاب لزیارة الأهل والأصدقاء وإعطاء الهدایا وتنظیف البیوت، هذه العادات الحمیدة التی استطاعت البقاء رغم اختلاف سبل الحیاة فضلاً عن عادات السفر خلال عطلة عید الفطر وزیارة العدید من المدن من شمال إیران صاحبة الطبیعة الخلابة؛ كما یتوجھون الناس إلى المتنزھات والحدائق العامة، حیث الأشجار والورود والشمس المشرقة.
أفغانستان
تختلف التقاليد في أفغانستان من منطقة إلى أخرى مع اختلاف العشائر. ففي الجنوب، حيث تقطن قبائل البشتون، يزور الجميع كبير القرية، ثم يمرون على منازل الأقارب، الذين يقدمون للزوار المهنئين الشاي الأخضر التقليدي مع المكسرات، وكعك العيد، والحلويات التقليدية.
أما في الشمال، حيث تقطن القبائل التركمانية والأوزبكية، فتستمر عادة الإفطار الجماعي بعد صلاة العيد في المسجد أو في دار الضيافة الخاصة بالقبيلة. وهكذا يتناول الجميع الإفطار قبل بدء الزيارات لتبادل التهنئة بالعيد.
ويُعدّ الأفغان في هذا اليوم، أطعمة تقليدية لوجبتي الغداء والعشاء، يتناولونها معاً في المساجد أو دور الضيافة المشتركة، ويكون الأرز أو "قابلي بلو" هو الطبق الرئيسي.
الهند:
لهم مظاهرهم الخاصة التي تتمثل في زخرفة اليد بالحناء، خاصة في مدينة "حيدر أباد"، والتجمع عند مسجد شهير هناك يُدعى "جاما"؛ حيث النفحات العطرة، والطبيعة الخلابة، والمناظر التاريخية الرائعة.
جاكرتا:
يوزع الحكام السلع الغذائية بالمجان على سكان القرى الإندونيسية بمناسبة العيد، ويخرج المواطنون إلى الأسواق التي تتكدس بعدد من الإندونيسيين لشراء الملابس الجديدة والحلوى المناسبة للعيد.
فرنسا:
يبدأ المسلمون فيها بالاحتفال بالعيد في وقت مبكر؛ إذ يحرصون قبل نهاية رمضان على التدافع على المتاجر المختلفة لشراء مستلزمات العيد، كما يحرص المسلمون في فرنسا أيضًا على أن يكون عيد الفطر فرصة سنوية يعلنون خلالها عن تمسُّكهم بهويتهم الإسلامية، لذلك فإن الكثيرين منهم يقومون بتهنئة بعضهم البعض بالعيد باللغة العربية، ويتم تزيين مساجد فرنسا منذ وقت مبكر.
إندونيسيا:
أما إندونيسيا أكبر دولة إسلامية من حيث تعداد السكان تتشابه مراسم احتفالات العيد فيها مع ماليزيا وسنغافورة وبروناي؛ حيث تعلن الاحتفالات والعطلات الرسمية، كما يحرصون على تنقية نفوسهم وتقديم الاعتذارات وطلب الصفح.
ويعتقد الناس هناك أنه عند تقديم الاعتذار وقبوله، فإن الشخص يتطهر ويعود بلا أخطاء كيوم ولدته أمه، وتعلن إندونيسيا عطلة عيد الفطر قبل أيام من حلول العيد، وتعطي المدارس الإسلامية لروَّادها من الطلاب إجازة كافية تُمكنهم من الاحتفال، وهي إجازة تعتبر أطول من مثيلتها في المدارس العادية، وفي وجبة الغداء يتناول الإندونيسيين الدجاج أو لحم البقر، لكنهم يتجنبون أكل الأسماك التي تنتشر في تلك البلد، ويتناولون بعدها الكعك المحلى.
"موبيك" من أشهر عادات إندونيسيا، وتتلخص بعودة الآلاف من المسلمين في البلاد إلى القرى والأرياف، كما يتبادل المسلمون هنا عبارات مختلفة قليلاً عند التهانئ التقليدية بالعيد، بينها عبارات المسامحة مثل "سامحني هذه آخر مرة"، ويضطر موظفو البريد في العادة إلى تأجيل إجازتهم بسبب الإقبال على إرسال التهانئ بالعيد إلى الأقارب في شكل بطاقات بريدية.
تركيا
يطلق الأتراك على عيد الفطر عدة أسماء من بينها "عيد رمضان" و"عيد السكّر". وتستمر الاحتفالات في تركيا ثلاثة أيام ونصف تبدأ من نصف اليوم الأخير من رمضان وتستمر خلال الأيام الثلاثة الأولى من شهر شوال.
والعيد هنا مناسبة أبطالها الأطفال الذين يحظون بملابس جديدة والكثير من الحلوى، ليس فقط من الأقارب، بل من أي شخص يمرّون عليه في الشارع خلال العيد. ولا تتوقف الاحتفالات على المواطنين الأتراك، بل تمتد إلى المقيمين واللاجئين العرب في البلاد.
بنغلادش
في بنغلادش، يسمى عيد الفطر "رومجانير عيد"، ويستمر ثلاثة أيام بينما تغلق المؤسسات الرسمية أبوابها لحوالي أسبوع، وهنا تختار النساء تخضيب أيديهن بالحناء وارتداء ملابس جديدة، ويحضرن وجبات مثل الكباب وريزالا، ودجاج كورما وأرز بيلو.
الصين
العيد مناسبة رسمية في بعض مقاطعات الصين، خصوصاً تلك التي تعرف كثافة للمسلمين مثل شينجيانغ ونينغشيا. وفيها يختار المسلمون زيارة ذويهم من الأحياء والأموات، إذ يزورون المقابر في طريق عودتهم من زيارات أقاربهم، كما يقبلون على المحلات والأسواق لشراء كميات كبيرة من الشموع وسانتسي، وهو عبارة عن نوع من العجين المقلي.
د.ت
أشهد أن لا اله الا الله
اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته إنك لا تخلف المعياد
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد